كتب بواسطة: د. محمد غانم
الدكتور محمد غانم أخصائي في قسم جراحة العظام بمستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري. حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة المنصورة في مصر، ودرجة الماجستير في جراحة العظام والكسور من جامعة بنها في مصر أيضًا. وهو عضو في الجمعية الأمريكية لجراحة العظام والكسور بدول مجلس التعاون الخليجي، والجمعية الأمريكية لجراحة العمود الفقري بدول مجلس التعاون الخليجي، والجمعية المصرية لجراحة العظام.
تحديث في:يناير 29, 2025
اقرأ أكثر.
ما هو ألم الكعب؟
يُعد الكعب أكبر عظمة في القدم، وهو يتحمل العبء الأكبر من وزن الجسم خلال الحركة. يظهر ألم الكعب، أو ما يُعرف بـ ألم العقب، في الغالب نتيجة إجهاد مفرط أو إصابات متكررة لهذه المنطقة الحيوية. يتفاوت هذا الألم في شدته، فقد يكون مجرد انزعاج بسيط أو قد يتطور ليسبب تقييداً كبيراً في الحركة ويعيق الأنشطة اليومية. إذا لم تنجح العلاجات المنزلية البسيطة والراحة في تخفيف الأعراض، فمن الضروري استشارة طبيب مختص أو أخصائي علاج القدم (Podiatrist) للوصول إلى التشخيص الدقيق.
الأسباب الرئيسية لآلام الكعب
تنشأ غالبية حالات ألم الكعب نتيجة مشكلة تصيب اللفافة الأخمصية (Plantar Fascia)، وهي شريط سميك وقوي من الأنسجة يمتد أسفل باطن القدم ويربط الكعب بأصابع القدم. عندما تتعرض هذه اللفافة للالتهاب أو التمدد أو التمزق الجزئي، تُعرف الحالة طبياً باسم التهاب اللفافة الأخمصية.
كما توجد أسباب أخرى شائعة لألم الكعب، تشمل: السمنة وزيادة الوزن، ارتداء أحذية غير مناسبة أو غير داعمة، ممارسة الجري أو القفز على الأسطح الصلبة، وجود خلل في نمط المشي، التعرض لإصابات مباشرة، أو بعض الأمراض المزمنة.
أسباب الألم في الجزء الخلفي من الكعب
يُمكن أن يعود سبب الألم خلف الكعب إلى مشكلات متنوعة، منها:
- التهاب وتر العرقوب (Achilles Tendonitis): يصيب هذا الالتهاب الوتر الليفي القوي الذي يربط عضلة الساق بعظم الكعب (وتر أخيل). غالبًا ما يحدث بسبب الإفراط في الاستخدام أو التدريب المكثف. عند التهاب الوتر، يصبح الجزء الخلفي من الكعب مؤلماً، متورماً، ويشعر المريض بتصلب في الحركة.
- التهاب الجراب (Bursitis): وهو التهاب يصيب الأجربة (الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل) التي تحمي المفاصل وتسهل حركة الأوتار. قد تشعر بألم وكدمات في الجزء الخلفي من الكعب، وغالباً ما يتطور هذا الالتهاب نتيجة الوقوف أو الضغط لفترات طويلة.
- تشوه هاغلوند (Haglund's Deformity): حالة تتطور فيها نتوء عظمي متضخم في مؤخرة الكعب نتيجة التهيج المزمن والضغط. تزيد الأحذية الضيقة أو ذات الكعب العالي من تفاقم الألم والبروز العظمي.
- مرض سيفر (Sever’s Disease): يعد هذا المرض (التهاب صفيحة نمو الكعب) المصدر الأكثر شيوعاً لألم الكعب لدى الأطفال واليافعين النشطين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 14 عاماً. يزداد خطر الإصابة لدى ممارسي الرياضات التي تتطلب الجري والقفز بكثرة، حيث يحدث تهيج في صفيحة النمو الخلفية بسبب النشاط الرياضي المفرط.
أسباب الألم في الجزء السفلي من الكعب
تؤدي الحالات التالية إلى الشعور بالألم أسفل الكعب مباشرة:
- كدمات الكعب: يمكن أن يتسبب الدوس بقوة على جسم صلب أو حاد في حدوث كدمات أو رضوض في الوسادة الدهنية التي تقع أسفل الكعب. يشعر المصاب بألم عند المشي حتى لو لم يظهر تغير واضح في لون الجلد. كما أن الكسر الإجهادي (Stress Fracture) قد يسبب ألماً يمتد على طول الجزء السفلي والجانبي والخلفي للكعب.
- التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis): كما ذُكر سابقاً، هو السبب الأكثر شيوعاً لألم الكعب، ويحدث نتيجة التمدد أو التمزق الجزئي للنسيج الضام. هذه الحالة المؤلمة أكثر انتشاراً بين العدّائين والقفازين، وتتفاقم عند استخدام أجهزة المشي أو العمل لفترات طويلة على أسطح صلبة.
- النتوء العظمي (Heel Spur): يمكن أن يؤدي التهاب اللفافة الأخمصية المزمن أو طويل الأمد إلى تكوّن نمو عظمي صغير على عظم الكعب يُعرف باسم نتوء الكعب. على الرغم من أن النتوءات العظمية غالباً ما تكون غير مؤلمة بحد ذاتها، إلا أنها قد تساهم في الشعور بالألم.
علامات وأعراض ألم الكعب
تختلف أعراض ألم الكعب بحسب المسبب، ولكنها قد تتضمن إلى جانب الشعور بالألم ما يلي:
- ظهور نتوء عظمي (شائك) على الكعب.
- تغير في لون الجلد (احمرار أو زرقة).
- تصلب أو محدودية في حركة القدم والكاحل.
- تورم ملحوظ في المنطقة المصابة.
- شعور مؤلم عند اللمس أو الضغط على الكعب.
- ألم حاد ومفاجئ عند النهوض من وضعية الجلوس أو الاستلقاء (وخاصة الخطوات الأولى في الصباح).
متى يجب استشارة الطبيب فوراً؟
في حال الشعور بألم في الكعب، يُنصح بالبدء بالعلاجات المنزلية مثل الراحة واستخدام الثلج. ولكن، يجب تحديد موعد مع الطبيب إذا لم يختفِ الألم أو يتحسن بشكل ملحوظ خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ويجب الاتصال بالطبيب على الفور في الحالات الطارئة التالية:
- الشعور بألم حاد ومستمر.
- ظهور الأعراض بشكل مفاجئ وغير مبرر.
- وجود احمرار وتورم شديدين (وذمة).
- عدم القدرة المطلقة على المشي أو تحميل الوزن على القدم.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بآلام الكعب
تزيد العوامل التالية من احتمالية تعرضك للإصابة بألم الكعب:
- زيادة الوزن: السمنة أو زيادة الوزن أثناء الحمل تزيد الضغط على أقواس القدم والكعب.
- الأنشطة الرياضية: ممارسة الرياضات التي تتضمن الجري أو القفز المتكرر، مثل كرة السلة، وكرة القدم، والباليه.
- شكل القدم: امتلاك أقواس قدم منخفضة (القدم المسطحة) أو أقواس عالية بشكل غير طبيعي.
- الأحذية غير المناسبة: ارتداء الكعب العالي أو الأحذية التي تفتقر إلى الدعم الكافي للقوس والكعب.
- القيود الحركية: وجود أوتار عرقوب أو عضلات ساق متصلبة أو مشدودة.
- خلل المشي: أنماط المشي غير العادية، مثل فرط الكب (Hyperpronation) (ميلان أو دوران الكاحل نحو الداخل).
- المهام الوظيفية: الوقوف أو المشي لساعات طويلة خلال اليوم، خاصة على الأسطح غير المستوية أو الوعرة.
مضاعفات ألم الكعب
يمكن أن يؤثر ألم الكعب المزمن والمُعطِّل بشكل سلبي على الأنشطة اليومية، وقد يضطر المريض إلى تغيير طريقة مشيه بشكل لا إرادي. هذا التغيير في نمط المشي يزيد من احتمالية فقدان التوازن والسقوط، مما يرفع من خطر التعرض لإصابات إضافية في مناطق أخرى بالجسم.
تشخيص آلام الكعب
يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض وإجراء فحص بدني شامل للقدم والكاحل. قد تُستخدم الأشعة السينية (X-rays) للبحث عن كسور العظام، أو التهاب المفاصل، أو أي اختلال في محاذاة العظام. وفي حالات نادرة، قد يتطلب الأمر إجراء موجات فوق صوتية (Ultrasound) أو تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، خاصة للكشف عن مشاكل الأنسجة الرخوة (مثل الأوتار والأربطة) التي قد لا تظهر بوضوح في الأشعة السينية.
خيارات علاج ألم الكعب
تُعالج غالبية مشاكل ألم الكعب بنجاح مع مرور الوقت، وذلك بالاعتماد على العلاجات غير الجراحية. تركز هذه الخطة العلاجية على تخفيف الضغط والإجهاد الواقع على الكعب، والحد من الالتهاب والتوتر، وتحسين مرونة القدم. تشمل أبرز هذه العلاجات:
- حقن الستيرويد (Steroid Injections): تُستخدم لتقليل التورم والألم بشكل موضعي وسريع. تُعطى هذه الحقن بحذر شديد وفي حالات محدودة جداً لعلاج مشاكل الأوتار لتجنب خطر تمزق الوتر، لكنها غالباً ما تكون خياراً فعالاً لعلاج التهاب الجراب والتهاب اللفافة الأخمصية.
- حشوات الأحذية الطبية (Orthotics): سواء كانت جاهزة تُشترى من الصيدليات أو مصممة خصيصاً للمريض، فهي تساعد في توزيع الضغط وتخفيف العبء عن الكعب. وقد يوفر استخدام جبيرة ليلية راحة كبيرة للبعض، خصوصاً المصابين بآلام الصباح الباكر. في الأعراض الشديدة، قد يصف الطبيب حذاء مشي داعماً.
- الأدوية ومسكنات الألم: تُعد الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الإيبوبروفين، مع تطبيق كمادات الثلج، وسائل فعالة لتقليل التورم وتسكين الألم.
- العلاج الطبيعي: يعمل أخصائي العلاج الطبيعي على إزالة الالتصاقات في الأنسجة الرخوة عبر التدليك، وتمارين التقوية، والعلاج بالموجات فوق الصوتية، مما يقلل من الانزعاج والالتهاب.
- تمارين الإطالة: يوضح لك طبيبك تمارين محددة لإطالة أوتار الكعب وعضلات الساق المشدودة، مما يحسن المرونة.
- التدعيم بالشريط اللاصق (Taping): يمكن استخدام شريط رياضي أو طبي لدعم وتقوية قوس القدم أو الكعب بشكل مؤقت، مما يخفف الضغط على الأنسجة المصابة.
الوقاية من آلام الكعب
على الرغم من صعوبة منع كل حالات ألم الكعب، إلا أن هناك إجراءات وقائية بسيطة يمكن اتخاذها لحماية القدمين وتقليل خطر الإصابة:
- اختر الأحذية المناسبة: ارتدِ أحذية داعمة ومناسبة لمقاس قدمك تماماً.
- الأحذية الرياضية: استخدم الأحذية المصممة خصيصاً لنوع الرياضة التي تمارسها.
- الإحماء والإطالة: قم بتمارين الإطالة والتمطيط لعضلاتك قبل أي نشاط رياضي.
- التدرج في التمرين: ابدأ التمارين بالتدريج وتجنب المبالغة في المجهود البدني المفاجئ.
- التغذية والوزن: حافظ على نظام غذائي متوازن وتجنب زيادة الوزن للحفاظ على ضغط معتدل على الكعبين.
- الراحة: تأكد من أخذ قسط كافٍ من الراحة عندما تشعر بتعب أو إجهاد في العضلات.
- حافظ على وزن صحي.
المراجع
Agyekum, E. K., & Ma, K. (2015). Heel pain: A systematic review. Chinese Journal of Traumatology, 18(03), 164-169.
Aldridge, T. (2004). Diagnosing heel pain in adults. American family physician, 70(2), 332-338.
Barrett, S. L., & O'Malley, R. (1999). Plantar fasciitis and other causes of heel pain. American family physician, 59(8), 2200.
Thomas, J. L., Christensen, J. C., Kravitz, S. R., Mendicino, R. W., Schuberth, J. M., Vanore, J. V., ... & Baker, J. (2010). The diagnosis and treatment of heel pain: a clinical practice guideline–revision 2010. The Journal of Foot and Ankle Surgery, 49(3), S1-S19.
Tu, P., & Bytomski, J. R. (2011). Diagnosis of heel pain. American family physician, 84(8), 909-916.
قابل أطبائنا من قسم جراحة العظام
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
||||||||
وظائف مماثلة
تطبيق teleMEDCARE
قم بتنزيل تطبيق teleMEDCARE من Google Play أو App Store للاتصال فورًا بأطباء Medcare بنقرة زر واحدة وبدون موعد.
خدمات منزلية
نقدم لمرضانا مجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية المنزلية في راحة منازلهم. احجز موعدًا للفحوصات المخبرية والتطعيمات والممرضات وأخصائيي العلاج الطبيعي.
العناية المزمنة
تعرف على المزيد حول برنامج إدارة الرعاية المزمنة لدينا بالشراكة مع Damana Saicohealth.
teleMEDCARE App mobile
Download teleMEDCARE app from Google Play or App Store to connect immediately to Medcare doctors at a click of a button and without an appointment.
Home Services
We offer our patients a broad range of home health care services in the comfort of their own homes. Book an appointment for lab tests, vaccinations, nurses and physiotherapists.
Spotii
We have partnered with Spotii to offer a more flexible way to pay - Pay over time for your purchase. No interest, no cost & no catch.