الانتباذ البطاني الرحمي: الأسباب والأعراض والعلاج والمزيد
كتب بواسطة: د. شاشي جوشي
تحديث في:ديسمبر 25, 2023
ما هو الانتباذ البطاني الرحمي؟
البطانة الموجودة داخل الرحم تسمى ببطانة الرحم وتتكون من خلايا بطانة الرحم. تنفصل بطانة الرحم ويتم التخلص منها كل شهر كجزء من الدورة الشهرية. الانتباذ البطاني الرحمي هي حالة طبية ينمو فيها نسيج بطانة الرحم خارج تجويف الرحم على المبايض والأمعاء والأنسجة المبطنة للحوض. خلال الدورة الشهرية، يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على أنسجة بطانة الرحم مسببة حدوث التهاب وألم والشعور بعدم الارتياح. يصنف الانتباذ البطاني الرحمي عادة على أنه واحد من أربع مراحل: ضئيل، بسيط، متوسط ، أو شديد حسب مكان، ونطاق، وعمق انغراسات بطانة الرحم والأنسجة الندبية. وعندما تتكون أنسجة بطانة الرحم فوق المبيضين، قد تظهر أكياس تسمى أورام بطانة الرحم. ومن خلال الدورات المتكررة للالتهاب المرتبط بالدورة، قد يؤدي انتباذ بطانة الرحم إلى نمو أنسجة ليفية، مما قد يؤدي إلى التصاق مواد وأعضاء الحوض معًا مما ينتج عنه الشعور بالألم وعدم الارتياح. الانتباذ البطاني الرحمي هو سبب رئيسي للعقم لدى النساء. ويمكن حدوث الحمل بين المصابات بانتباذ بطانة الرحم الخفيف إلى المتوسط بشكل طبيعي من خلال العلاج ؛ ومع ذلك،قد تكون هناك حاجة للتدخلات الطبية أو الجراحية في الحالات التي يكون فيها تراكم بطانة الرحم في الفئة المتوسطة إلى الشديدة.
ما هي أعراض الانتباذ البطاني الرحمي
في حين أن بعض النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لا تظهر عليهن أعراض، إلا أن المريضات اللائي يعانين من تراكم بطانة الرحم يمكن أن تعانين من مجموعة من المشاكل. تتضمن بعض المؤشرات التي يمكن أن تساعد في الكشف عن الانتباذ البطاني الرحمي مايلي:
- ألم الحوض قبل بدء الدورة مباشرة ويقل بعد انتهاءها
- ألم وتشنجات أثناء الجماع
- الشعور بالألم وعدم الارتياح أو التشنج أثناء التبرز والتبول
- العقم
- غزارة الحيض والشعور بالألم
- غزارة الحيض والنزف الشديد بين الدورات الشهرية
- الشعور بالألم أثناء فحوصات الحوض
- آلام مستمرة أسفل الظهر
- التعب والإمساك والإسهال والانتفاخ والغثيان خاصة أثناء الدورة الشهرية
- قد تشمل الأعراض النادرة للانتباذ البطاني الرحمي عندما يمتد إلى ما بعد تجويف الحوض والبطن الشعور بألم في الصدر. وفي حالات نادرة أيضا، عندما ينتقل الانتباذ البطاني الرحمي إلى الرئتين والدماغ، وقد تشمل الأعراض ظهور الدم عند السعال والصداع الشديد أو النوبات.
متى يجب زيارة الطبيب لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي
يمكن أن تشعر النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي بمستويات متفاوتة من الانزعاج و عدم الارتياح. ويعتمد الكثير منها على شدة الألم وتحمل المريضة. ويزداد الشعور بالألم وعدم الارتياح في الأماكن التي فيها الغرسات العميقة داخل بطانة الرحم. ومن المستحسن استشارة الطبيب إذا كنت تعانين من غزارة الحيض وتكراره بشكل مؤلم. وبالمثل، ينبغي الانتباه الى آلام أسفل الظهر المستمرة وآلام أثناء الجماع لاستبعاد تكيسات المبيض وانتباذ بطانة الرحم. ونظرًا لأنه مرتبط أيضًا بالعقم وصعوبة الحمل، فيستحسن استشارة الطبيب إذا كنت تحاولين الحمل منذ عامين ولم يحدث .
ما هي أسباب الانتباذ البطاني الرحمي
إذا كنت تتساءل عما إذا كان شخص ما مولودًا بالانتباذ البطاني الرحمي، فالاجابة هي لا. ومع ذلك، نظرًا لأنه ينتشر في العائلات، يُعتقد أنه قد ينتقل في الجينات حيث يمكن أن يفشل الجهاز المناعي في تحديد وتدمير أنسجة بطانة الرحم التي تنمو خارج تجويف الرحم. وعلى الرغم من أن عدم معرفة السبب الدقيق للانتباذ البطاني الرحمي، إلا أن الباحثون قد وجدوا صلة لكيفية تحديد الجهاز المناعي لخلايا بطانة الرحم والاستجابة لها في أجسام النساء المصابات بهذه الحالة مقارنة بأولئك اللواتي لا يعانين من هذه الحالة. وتقليديا، واحدة من أقدم الفرضيات الطبية هي أن بطانة الرحم تحدث بسبب الحيض الرجعي.
الحيض الرجعي
في الدورة الشهرية المنتظمة، يتدفق كل الدم من الرحم إلى خارج الجسم. إن الحيض الرجعي هو الحالة التي فيها يعود دم الحيض إلى تجويف الحوض والبطن بدلًا من التدفق للخارج عبر قناتي فالوب. وعند وجود خلايا بطانة الرحم في الدم، فإنها تلتصق بجدران الحوض وأسطح الأعضاء، حيث تتكاثر وتثخن وتنزف خلال كل دورة شهرية.
الحؤول الجوفي (تحول الخلايا البريتونية)
هناك نظرية أخرى حول الانتباذ البطاني الرحمي هي أن الهرمونات أو العوامل المناعية تحول الخلايا التي تبطن الجانب الداخلي من البطن (الصفاق) إلى خلايا تشبه ببطانة الرحم.
- تحول الخلايا الجنينية: من المفترض أيضًا أن تقوم الهرمونات مثل الإستروجين بتحويل الخلايا الجنينية إلى غرسات خلوية تشبه بطانة الرحم خلال فترة البلوغ.
- زرع الندبة الجراحية: في بعض الأحيان، بعد استئصال الرحم أو الجراحة القيصرية، يمكن لخلايا بطانة الرحم أن تلتصق بشق جراحي أثناء العملية. ونظرًا لأن هذه الخلايا تنمو وتتكاثر خلال فترات الطمث، فإنها يمكن أن تسبب حدوث تهيج وألم و الشعور بعدم الارتياح.
- اضطراب الجهاز المناعي: هناك نظرية أخرى هي أن وجود مشكلة أو خلل في الجهاز المناعي يجعل من الصعب على الجسم التعرف على الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم التي تنمو خارج الرحم وتدميرها. وقد يكون هذا هو السبب في أن بعض النساء تظهر عليهن الحالة الماضية لا يظهر على الاخريات.
ما هي بعض عوامل الخطر المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي
على الرغم من أن أسباب الانتباذ البطاني الرحمي غير معروفة بشكل قاطع، فقد وجد بعض الارتباطات جينية في العائلات حيث تظهر الأم أو العمة أو الأخت درجات متفاوتة من أعراض بطانة الرحم. وبالمثل، فإن النساء اللواتي لم يسبق لهن الحمل أو الإنجاب معرضات بشكل أكبر للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي. وتشمل عوامل الخطر الأخرى دورات الحيض القصيرة، أو بدء الحيض في سن أصغر، وانقطاع الطمث المتأخر. النساء اللواتي يعانين من نزيف حاد خلال فترات الحيض، أو الحيض الذي يستمر لأكثر من سبعة أيام، جميعهن معرضات أيضًا لخطر الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي. ويُنصح بمراجعة الطبيب إذا كانت المريضة تعاني من دورات حيض متكررة مصحوبة بألم شديد تستمر لأكثر من أسبوع حيث قد تكون مؤشرًا على الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي.
ما هي بعض مضاعفات الانتباذ البطاني الرحمي؟
يعتبر العقم من أخطر المضاعفات المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي. على الرغم من أن النساء المصابات بأشكال معتدلة منه يمكن أن يحملن وينجبن بأمان، إلا أن ما يقرب من 30٪ إلى 40٪ من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي يواجهن صعوبة في الإنجاب.
علاج العقم ذات الصلة بالانتباذ البطاني الرحمي: الأدوية الفموية ليست حلًا طويل الأمد للعقم المرتبط بالانتباذ البطاني الرحمي حيث يمكن أن تعود الحالة بعد توقف العلاج. كثيرًا ما يوصي الأطباء بالحمل كعلاج طبيعي للحالة الطبية، وإن كان حلًا مؤقتًا. ومع ذلك، بالنسبة للنساء المصابات، يمكن أن يصبح الحمل بحد ذاته مشكلة. وتشمل بعض أشكال العلاج إزالة بطانة الرحم المتراكمة عن طريق تدخل جراحي بسيط وجراحة المنظار. و يكون هذا الحل الأفضل عند النساء دون سن 35 سنة. بالنسبة للنساء فوق سن 35 عامًا، قد يوصى بعلاجات أخرى للخصوبة مثل التلقيح الاصطناعي، هذا بالإضافة إلى الجراحات البسيطة للمساعدة في تحسين فرص الحمل.
سرطان بطانة الرحم: وجدت بعض الارتباطات الطبية أيضًا لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي وارتفاع معدل الإصابة بسرطان المبيض. وفي بعض الأحيان قد يحدث أيضًا سرطان غدي، وهو شكل نادر من سرطان المبيض.
ما هي علاجات الانتباذ البطاني الرحمي؟
حتى في حالة المريضات اللائي لا يمثلن مصدر قلق من ناحية الخصوبة، يمكن أن يكون الألم المزمن بمثابة مشكلة مستعصية. ناقشي مع طبيبك تخفيف آلام فترة الانتباذ البطاني الرحمي. وفي الحالات التي يكون فيها في الفئة المتوسطة إلى الشديدة، يمكنك التفكير في تناول العقاقير والأدوية أو اللجوء الى التدخل الجراحي. وسوف يعتمد النهج الذي تختاره أنت وطبيبك على شدة العلامات والأعراض التي تعانين منها.
وتتضمن بعض خيارات العلاج ما يلي:
- أدوية علاج الانتباذ البطاني الرحمي: وتشمل مسكنات الألم غير الستيرويدية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم، أو البانادول، من بين أمور أخرى، يمكن أن تساعد في تخفيف التقلصات والتشنجات المؤلمة للدورة الشهرية.
- العلاج الهرموني للانتباذ البطاني الرحمي: يمكن أن تكون الهرمونات التكميلية وموانع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل واللصقات والحلقات المهبلية فعالة في بعض الأحيان في تخفيف الآلام المصحوبة بالانتباذ البطاني الرحمي من خلال المساعدة في إبطاء نمو أنسجة بطانة الرحم ومنع الغرسات الجديدة لأنسجة بطانة الرحم. استشر الطبيب بشأن الأدوية الهرمونية التي قد تفيدك.
- علاجات الخصوبة للانتباذ البطاني الرحمي: بالنسبة للنساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي الحاد، قد يوصي طبيبك بعلاجات الخصوبة وأطفال الأنابيب. وبناء على درجته، فيمكن للطبيب المختص أن يوصي بمجموعة من خيارات العلاج.
- الجراحة التحفظية للانتباذ البطاني الرحمي: لا يعتبر العلاج الهرموني حلًا دائمًا للانتباذ البطاني الرحمي وقد تعود الأعراض أحيانًا بعد توقف العلاج. ويمكن أن تساعد الجراحة التحفظية في علاج الانتباذ البطاني الرحمي عن طريق إزالة غرسات بطانة الرحم مع الحفاظ على الرحم والمبايض، خاصةً في المريضات اللائي تحاولن الإنجاب. ويمكن للنساء اللائي تعانين من ألم شديد نتيجة إصابتهن بالانتباذ البطاني الرحمي الاستفادة أيضًا من إجراء تنظير البطن حيث يمكن للطبيب إزالة أنسجة بطانة الرحم من خلال كاميرا موجهة. وفي مثل هذه الحالات، قد يستمر وصف الأدوية الهرمونية للمساعدة في تخفيف الألم.
استئصال الرحم والمبيضين (استئصال الرحم والمبيض)
نظرًا لأن استئصال الرحم أو استئصال المبيض قد يؤدي إلى الانقطاع الفوري للطمث، إلا أنه يوصى عادة التدخل الجراحي لاستئصال الرحم والمبايض كخطة علاج بعد استنفاذ جميع الخيارات الأخرى. ويفضل الأطباء والخبراء الطبيون الجراحة بالمنظار حيث يحاولون إزالة جميع أنسجة بطانة الرحم إلى أقصى حد. وعادة ما يتم تقديم استئصال الرحم كخيار علاجي لدى النساء الأكبر سنًا اللاتي انتهين من فترة الحمل ويواجهن مخاطر عالية (تاريخ عائلي) للإصابة بسرطان المبيض. وغالبًا ما تكون هناك حاجة إلى اللجوء الى العلاج الهرموني التكميلي كمتابعة للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث المبكر. ويعد إيجاد طبيب متمرس لإرشادك خلال خطط العلاج أمرًا بالغ الأهمية في تقييم الخيارات الأفضل بالنسبة لك.
ما هي بعض العلاجات المنزلية للتعامل مع آلام الانتباذ البطاني الرحمي؟
بالنسبة للنساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي البسيط، يمكن أن تكون العلاجات المنزلية التالية فعالة في المساعدة في تقليل آلام الحوض والشعور بعدم الارتياح:
- العلاجات الحرارية: تعتبر الوسادات الحرارية وزجاجات الماء الساخن والحمامات الدافئة طريقة رائعة لإرخاء عضلات الحوض وتقليل الشعور بالألم.
- التدليك بزيت الخروع: تبين أن تدليك منطقة البطن والحوض، وخاصة بزيت الخروع، مفيدًا في تخفيف التشنجات والألم.
- تناول العقاقير والأطعمة المضادة للالتهابات: الأطعمة مثل الكركم وشاي الزنجبيل الدافئ لها خصائص مضادة للالتهابات. وبالمثل، فقد تساعد الأطعمة ذات الخصائص المدرة للبول ومرق العظام والبذور الصحية في تهدئة آلام البطن. ويمكنك أيضًا تناول الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين الصوديوم للحصول على ارتياح سريع
إذا كنت تعانين من آلام مستمرة خلال فترة الحيض أو كنت تبحثين عن علاجات للخصوبة، فتواصلي مع طبيب متخصص يمكنه مساعدتك إرشادك.
قابل أطبائنا من قسم أمراض النساء والولادة